قصة قصيرة ✨


" رسالة لم تصل إلى وجهتها "

أحبك ، أحبك إلى حد الثمالة و لكنني لم أعد أريدك في حياتي ، لانني أراك مقرفة نعم  أنت مقرفة !! لم أعد أتحمل جرحك لي ولا تخليك عني في كل مرة و السبب الذي جعلني أراك بهذه الصورة انك  إستغليتي طيبة قلبي لتحقيق ما تطمحين له كنت أنا الحامي  لك  ، كنت أنا الجرة المملوؤة ب مشاكلك و همومك ! أملك مشاكلا و هموما بدوري أنا الآخر ، و لكنك لم تراعيها يوما و لو لمرة واحدة ! أتعلمين أنا لم أندم لأنني كنت طيب القلب معك ، فلا يعيب المرء صفاء نواياه مع من أحب ، ولكن نادم لأنني كنت ساذج و سمحت لك بأن تجرحي مشاعري بدافع الحب ، بل الندم يعتريني لأنني  كنت الأحمق الذي أراد تحقيق المستحيل مع شخص لا يريده ولا يعرف قيمتي كإنسان أو كمحب ، أنا نادم لأنني تركت كل شيء لأجلك ، تركت كبريائي و عزة نفسي و حتى طموحي لأجل من لا يستحق و لكن ما نفع الكلام مع من لا يحس ؟ كل  أود قوله الآن أنني أتمنى لك  أن تعيشي الهناء الذي أعيشه الآن ، بعد خروجك من حياتي إلى الأبد .
أحبك و إلى اللقاء .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لم أملك نفسي من الإبتسام و أنا أقرأ رسالته ، و لأول مرة ، و على عكس ما إعتدت ، لم أنفعل و لم أغضب ، بل إبتسمت ببرودة ، كمن إعتاد على تلقي اللوم من غير أن يفعل شيئا ، خطر لي تجاهل الرسالة ، فهو ليس الأول و لا الأخير الذي بعث لي بمشاعر السخط التي تعتريه هذا الأسبوع  ، و لست أدري ما ذنبي في كل هذا ! لما يتفق  الأشخاص من حولي على إلقاء اللوم علي حول ما يشعرونه إتجاهي ؟ لما لا يتقبلون مغادرتي ببساطة ؟ لما لا يتقبل الآخرون أن يتم تخطي أمرهم ، كما لو لم يتواجدوا يوما ؟ أ لهذه الدرجة بلغت ثقتهم بنفسهم مبلغا عظيما ؟ أم أنه الضعف الذي يعرقلهم من مواصلة الطريق دون الإلتفات ورائهم خشية أن لا أحد هناك يودعهم ؟
أفكار كثيرة تشابكت في رأسي ، إنه الشخص الوحيد الذي كان قادرا على إستفزازي من بينهم جميعا ، يستحق ردا ، و لكنني لا أدري ما هو ، إختياري للصمت و مواصلتي للعزلة ، جعلاني أنسى كيف يرد المرء على من يهنيه .
و لكن هل هو جاد بحق السماء ؟ أ هو مقنتع بما يقول ؟ هل هي لحظة غضب أم قمة غرور ؟ إن ما يثير حيرتي هو الدافع لكتابة سطور تنطوي على معاني خفية بالحقد و البغضاء .
أجننت يا رجل ؟ إن لم ترد تواجدي في حياتك ، فإنني أفضل الجحيم على التواجد فيها ، و إن كنت تراني مقرفة ، فإنني كذلك و ل ربما أسوأ ؟ أ لم تعد تتحمل الجراح يا ملاكي الصغير ؟ ألقي نظرة على الندوب التي  سببتها لي ، و التي تثير نكبتي من حين إلى آخر ، أم أن تقمص دور الضحية لا زال يسري في دمائك ؟ ما الذي كنت أطمح إليه يا عبقري زمانك ؟ ما الذي يمكن أن يطمح إليه المرء مع إنسان مثلك ؟ غير السلامة العقلية إلى حين يوارينا التراب ؟ كنت الجرة المملؤة بمشاكلي و أحترمك كثيرا لهذا ، و لكن الفرق بينك و بين آنية الطين ، أنك إخترت ذلك ، و لم أجبرك عليه ، لما تلومني على إختيارك إذن ؟ راعيت مشاكلك و إحباطك و تلك الهالة الكبيرة من الكآبة التي كان تحويك ، تقبلت فكرة أنك إنسان يعيش على حافة الموت ، و قد لا يعيش ليوم آخر ، و لكن مراعاتي لم تكن كافية ، إعذرني إذن يا سيدي ، لأنني لم أخلق لك حياة أخرى حيث تكون سعيدا! أنت نادم ، هذا جيد ، لأنك لن تكرر الخطأ ، وهذا سيء لأنك لن تعرف السلام و السكينة يوما ! ل ربما جرحت مشاعرك بقصد أو بغيره ، و لكن الآوان فات ، ليس بمقدوري لملمة شتات نفسك المبعثرة و لا شظايا قلبك التي تؤذيك ، و لكن بمقدروك أنت الغفران و النسيان ، و المضي قدما .
لأن هذا الحب أصبح لعنة على كلينا ، لا أحد قادر على أن يحل مكانك و لا أنا قادرة على نسيانك .
و لكن كل ما أكنه لك هو مشاعر إحترام نقية و صافية ، لست تراني ، أوجه لك إتهامات باطلة و لا رسائل بغيضة ، و أنا التي تعابيري أبلغ من تعابيرك ، يكفي المرء قدره من هذا الحب أنه إستمتع به حينا ، و سكن إليه طويلا .
لست أنكر جميلك ، و لا أبغض صنيعك و لكن تمالك نفسك يا صغيري .
لم يفت الآوان على القيام بما تخليت عنه لأجلي .
و لا الوقت متأخر على إسترجاع ما تسميه ب " كبريائك "
و لست أصدق ذرة من عبارتك الأخيرة .
ف حسب المرء من الهناء أن يبتعد عمن يؤذيه ، و يمسك عن الكلام المقيت .
و لو إنطوت حياتك على جزء صغير من الهناء ، لما كنت تذكرتني و لا راسلتني .
ف هل كنت تحدثني ب كلماتك ، أم كنت تكلم نفسك بما تهواه و تود أن تصدقه ؟
فلتغفر يا عزيزي ، قبل أن يحل السواد على ما تبقى مشرقا من روحك .
لا تغفر لي ، بل إغفر لنفسك عما ورطتك في علاقة كنت في غنى عنها .
و تخطاها قبل أن يجبرك الزمن على ذلك .

تعليقات